جلسنا فرق الرمال الساخنة نتأمل تكسر الأمواج على جنبات الشاطئ. بطلنا أمضى مدة طويلة يلعب بالرمال دون أي رغبة تذكر في الخوض في المياه ثم… بدون أي سابق إنذار … قام قاصدًا أمواج الشاطئ بخطىً ثابثة يقينة . لكم اود معرفة ما دار بخلده حين اتخاده للقرار … أحسنت إياد فمرحى بالشاطئ وما أجمل رؤيتك تنزع قناع الخوف لترتدي حلة الإقدام لكل جواد كبوة ولي كما العادة هفوات تستمد شرعيتها من شدة تكرارها. فليكن، شاءت الظروف أن اعكس برنامج الرحلة عن غير قصد وان اكتشف ذلك عند وصولي إلى الفندق…. هفوة كادت تعصف بعطلتي لولا تدخل الإرادة الإلهية و تلك قصة أخرى …

اليوم الثاني … استيقظ على تسلسل لغوي صيني… أتساءل من الذي أشعل التلفاز ؟ ثم اكتشف انه البطل الصغير إياد الثامنة والنصف صباحا … الوجهة هذه المرة هي. الشاطئ يستحوذ صديقنا إياد على الهاتف فهو لا يأبه لرغبتي الملحة ويفضل اللعب … عله أكثر متعة وأحسن مغزى يستغرق الآن في تأمل فحوى آلة التصوير فاستغل من جديد هذه الفرصة للعودة لنصي اليوم الثالث و الوجهة أكادير … الطريق ممتدة أمامنا جبال ومنعطفات ملتوية وبين هذا وذاك استقر بطلنا في مكانه متفاديا أي حركة تثير غثيانه ومكتفيا بالإنصات لموسيقى الصلصى المتكررة. أتساءل عما يحبه في هذه القطعة ؟ لكن كما تعلمون فإن الأذواق لا تناقش …. الموز ثم الموز وًما إدراك…

Let´s go! يستلقي أياد بجانبي فوق كرسيه الصغير، غاطا في نوم عميق. تنفسه المنتظم يدل على انه لا يأبه لاهتزاز السيارة المتكرر. هذه حاله كلما تعب من طول الطريق! أتذكر رحلته الأولى على متن الطائرة … فرحة الاستكشاف، خوف من صوت محرك الطائرة ثم نوم عميق طول مدة الرحلة… كم جميل أن تمضي الوقت في التأمل … جنبات الطريق … البحر الذي يمتد على مدى الأفق … ثم بضع سيارات تنطلق في الاتجاه المعاكس نقصد هذه المرة مدينتنا العزيزة … الصويرة … نحن الآن على بعد ٥٠ كم عن أسفي… و من باب الأمانة السردية لا أخفيكم أني اتضور جوعا … فهل من مغيث؟